المجلة | حــديث |عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر -

/ﻪـ 

عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر - أو أبو مالك - الأشعري، والله ما كَذَبَني: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليكوننَّ من أمتي أقوام، يستحلُّون الْحِرَ والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلنَّ أقوام إلى جنب عَلَم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غداً، فيُبيِّتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) أخرجه البخاري.
كان ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يقسم بالله أن المراد بقوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) هو الغناء .. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكوبة وهي الطبل ووصف المزمار بأنه صوت أحمق وقد نص العلماء المتقدمون كالإمام أحمد ـ رحمه الله ـ على تحريم آلات اللهو والعزف كالعود والطنبور والشبابة والرباب والصنج ، ولا شك أن آلات اللهو والعزف الحديثة تدخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن المعازف، وذلك كالكمنجة والقانون والأورج والبيانو والغيتار وغيرها ، بل إنها في الطرب والنشوة والتأثير أكبر بكثير من الآلات القديمة التي ورد تحريمها في بعض الأحاديث، بل إن نشوة الموسيقى وسكرها أعظم من سكر الخمر ، كما ذكر أهل العلم كابن القيم وغيره ، ولا شك أن التحريم يشتد والذنب يعظم إذا رافق الموسيقى غناء وأصوات كأصوات القينات وهن المغنيات والمطربات ، وتتفاقم المصيبة عندما تكون كلمات الأغاني عشقا وحبا وغراما ووصفا للمحاسن ، ولذلك ذكر العلماء أن الغناء بريد الزنا ، وأنه ينبت النفاق في القلب ، وعلى وجه العموم صار موضوع الأغاني والموسيقى من أعظم الفتن في هذا الزمان . ومما زاد البلاء في عصرنا دخول الموسيقى في أشياء كثيرة كالساعات والأجراس وألعاب الأطفال والكمبيوتر وبعض أجهزة الهاتف ، فصار تحاشي ذلك أمرا يحتاج إلى عزيمة والله المستعان.

المزيد